لكل وقت عمله وهذا التطبيق يساعد على متابعة برنامج المؤمن والمؤمنة في يومهما وليتهما
يقول تعالى في سورة الملك: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ وما بين الحياة والموت مجال زمني لعمل الإنسان، أي للعبادة. فعمرك هو رأس مالك، فينبغي أن تنظم وقتك بين الواجبات والأعمال المختلفة، حتى لا يطغى بعضها على بعض، إذ ليس المهم أن تعمل ما شئت متى شئت، بل المهم أن تعمل العمل المناسب في الوقت المناسب. فعليك أن تعرف ما يتطلبه الوقت من عمل القلب واللسان والجوارح وتتحراه وتجتهد في القيام به حتى يقع موقعه من الموافقة للمقصود، ومن القبول عند الله عز وجل. جاء في وصية أبي بكر الصديق لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين استخلفه: ﴿اعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل، وعملا بالليل لا يقبله بالنهار﴾.
فكيف السبيل لتؤدي رسالتك في هذه الحياة المحدودة، وتعيش سعادة الدارين؟ قال تعالى في سورة النحل: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾. فبالإيمان والعمل الصالح تتحقق السعادة، وللإيمان شعب حصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بضع وسبعين شعبة. ومن أعمال شعب الإيمان ما يلزم المؤمن مرة في العمر كالحج، ومنها ما يلزم مرة في السنة كصوم رمضان، ومنها ما هو موقوت مضبوط كالصلاة والزكاة، ومنها ما يسنح في أوانه وبمناسبته كعيادة المريض، وتشييع الجنازة، ومنها ما هو فرصة دائمة كإماطة الأذى عن الطريق، ومنها ما هو صفة نفسية مصاحبة كالحياء، ومنها ما ينبغي أن يصبح عادة راسخة كقول: لا إله إلا الله.
لكن المؤمن يجب أن تكون في حياته اليومية معالم لتكون قدمه راسخة في زمن العبادة والجهاد لا في زمن العادة واللهو. قال عارف بالله: "من أمضى يوما من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أثله، أو حمد حصله، أو خير أسسه، أو علم اقتبسه، فقد عق يومه، وظلم نفسه!" فهناك أوقات المهنة والأسرة والمدرسة والشغل، فيجب ألا يمنعك توقيت زمن الوظائف الدنيوية عن إقامة الصلاة في الجماعة والمسجد ما أمكن، فإن لم تكن جماعة ومسجد فواجبك أن تؤلف حولك المصلين في معملك وإدارتك ومدرستك، وتتخذ لهم مسجدا وأذانا وإماما ودقائق وعظ ودعوة.
فبماذا ستبدأ يومك وبماذا ستختمه؟ وما هو مفتاح النقلة من زمن العادة إلى زمن العبادة؟